نفط أبوظبي 1922 - 2022 (الجزء الأوّل)

               رحلة القرن التي أفضت إلى نشأة قوة ذات نفوذ عالمي

يهدف هذا المعرض الافتراضي إلى استعراض تاريخ قطاع النفط في أبوظبي خلال القرن الماضي بواسطة الوثائق والصور وتسجيلات الفيديو وقصاصات من الصحف التي تندرج ضمن مجموعاتنا.

تُعتبر صناعة النفط هي المحفّز الرئيسي للنمو الاقتصادي في أبوظبي، حيث أحدثت تغييرات في جميع نواحي الحياة في الإمارة وسرّعت التطوّر، لتحتلّ الإمارة أعلى مراكز الأهمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم اليوم.

منذ مئة عام، كان الاقتصاد في إمارة أبوظبي يعتمد بشكلٍ كبير على تجارة اللؤلؤ، وقد كان على وشك الانهيار نتيجة تداعيات الحرب العالمية الأولى، وتطوّر نشاط زراعة اللؤلؤ.

في العام 1922، سعت شركة النفط الأنجلو-إيرانية المحدودة إلى إقناع مكتب الاستعمار البريطاني أن يحفظ مناطق في الخليج، بما فيها الساحل المتصالح، حكراً لها للتنقيب عن النفط في المستقبل.

في النصف الأوّل من عام 1922، قدّم حكام الساحل المتصالح تعهدات ضمنت للحكومة البريطانية سلطة تعيين امتيازات النفط في أراضيهم.

قامت إمارة أبوظبي بأول مبادرة فاعلة للبحث عن النفط في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، عندما منح حاكمها الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان خياراً حصرياً لشركة دارسي إكسبلوريشن كومباني للقيام بالمسوحات الجيولوجية في أراضي أبوظبي لمدة سنتين.

 

المؤلف: الأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة

العشرينيات – البداية

 

في 3 مايو عام 1922، وقّع الشيخ حمدان بن زايد بن خليفة حاكم أبوظبي على تعهّد يفيد بأن امتيازات النفط الذي تمّ اكتشافه في إمارته لن تُمنح إلّا للممثل المعيّن من قبل الحكومة البريطانية.

تعهّد قدّمه الشيخ حمدان بن زايد حاكم أبوظبي للحكومة البريطانية بمنحها الامتيازات النفطية، 3 مايو 1922. © تم نسخ الصور بتصريح من الأرشيف الوطني، لندن، انكلترا

الثلاثينيات – الخطوات الأولى

 

أُجري أوّل مسح في عام 1936 في واحة البريمي وعلى طول ساحل إمارة أبوظبي، وقد كشف عن عدد من المشاكل التي ستواجهها عمليات التنقيب عن النفط في المستقبل، خاصةً وأن التقنيات المتاحة آنذاك اعتمدت بشكلٍ كبير على تخطيط التكوينات الصخرية المكشوفة، في حين أن أراضي إمارة أبوظبي كانت تكسوها الرمال.
الأربعينيات – الانقطاع بسبب الحرب العالمية

 

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، أوقفت كلّ شركات النفط عمليات التنقيب في الإمارات المتصالحة، لتعاود نشاطها في عام 1946.
الخمسينيات – التنقيب عن النفط، التحكيم واكتشاف البترول

 

بدأت عمليات الحفر في أوّل حقل نفطي في رأس صدر في إمارة أبوظبي بتاريخ 16 فبراير 1950، لكن سرعان ما تبيّن أن الحقل جاف. في عام 1958، التمست شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية المحدودة (أدما) النفط في حقل أم شيف في بالقرب من جزيرة داس عبر منصة التنقيب البحرية، حيث اكتشفت حقلاً هائلاً حجمه ينازه الـ 300 كلم² فيه نفط بكميات تجارية.
الستينيات – الاقتصاد في ازدهار

 

تمّ تصدير أوّل شحنة من النفط من جزيرة داس في 5 يوليو 1962، وشكّلت تلك محطّة مهمة في سجلّ تنمية الموارد النفطية في أبوظبي، وأعطت زخماً كبيراً لمسيرة التطوّر في الإمارة. في الوقت نفسه، وبعد النتائج المخيّبة التي تمّ رصدها في الهياكل الزلزالية، اكتشفت شركة استثمار النفط (الساحل المتصالح) المحدودة أوّل حقل نفطي برّي صالح للاستثمار التجاري في مربان عام 1960، والذي بدأ بالإنتاج في عام 1963.
يرجى زيارة الجزء الثاني للاطلاع على الفترة الزمنية من السبعينيات إلى سنة 2022